2008-08-18

الهلال المغلوب على امره!




كل عام وانتم بخير ، اقترب رمضان شهر الخير والغفران ، و نحن لازلنا نلف وندور حول مسألة الرؤية الشرعية للهلال وهل الشهر كامل ام ناقص ؟

كل عام ، يعلن مجلس القضاء الاعلى عن تحرى رؤية الهلال ، ويحدد لذلك اياماً معينة تكون " تقريباً " هي المفترض رؤية الهلال فيها ، وذلك استناداً الى تقويم ام القرى الذي اصبحنا نؤمن انه تقويم ملائكي كامل الاوصاف، ويستند رجال الدين الى حديث صحيح " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته... " ولكنهم يخطؤون كالعادة كل سنة ونفاجأ ان الشهر ناقص وربما زائد ، والادهى اذا كان هناك مناسبة دينية كالوقوف بعرفة والتي اخطأ علمائنا بتحديد الوقفة قبل سنتين بسبب اعتمادهم على رؤية الشهود لهلال ذو الحجة!!

طبعاً قد يكون العلماء معذورين اذا لم ينبهم احد على اخطاءهم ، ولكن كل سنة يكتب بعض المثقفين بضرورة الاستعانة بعلماء الفلك لتحديد _ على الاقل _ اي الايام سيظهر فيها الهلال ، ولكن المفاجأة ان العلماء يرفضون ذلك بتاتاً بحجة ان الامر في الحديث الشريف واضح جداً " صوموا لرؤيته " وان من يدعوا الى الاستعانة بعلماء الفلك او التلسكوبات فهو يدعو الى بدعة، وكل بدعة ضلالة!!

حامل لواء التصدي لهذه الفوضى هو الدكتور حمزة بن قبلان المزيني

هذا الرجل لا يطاق بالنسبة لكثير من العلماء لأنه فقط تجرأ وحاول ان يصحح النتيجة بايقاظنا من سباتنا ، تاريخه طويل في التصدي والرد على بعض المعتقدات البالية والرموز الكهنوتية المقدسة ، ولكن ليس هذا موضوعنا ، موضوعنا ان هذه المقترحات لم تلق رواجاً بسبب انها ذيلت باسمه ولم تذيل باسم الشيخ فلان لتق العصمة المطلوبة!

السنة الماضية كانت فصل الخطاب ، فالدكتور اثار هذه القضية وتمت الاستعانة بجهة محايدة ووجهت ضربة قاضية الى مجلس القضاء الاعلى:

هذا اقتباس من مقال للدكتور المزيني في جريدة الوطن بتاريخ 22/9/1428

أما المتخصصون في علم الفلك فيؤكدون استحالة رؤية هلال رجب في تلك الليلة في أي مكان على وجه الأرض. ومن ذلك ما علق به المتخصصون في "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" على إعلان مجلس القضاء: "مع أن (هلال رجب) سيكون عمره ساعتين وإحدى وأربعين دقيقة كما يرى من مكة المكرمة وأنه سيمكث أربع عشرة دقيقة بعد غروب الشمس إلا أن المملكة العربية السعودية أعلنت رسميا أنه ثبتت رؤية هذا الهلال! ويقودنا هذا إلى التساؤل: ما دام أن علماء الفلك الخبراء كلهم في العالم لم يستطيعوا رؤية ذلك الهلال في ذلك اليوم في أي مكان على وجه الأرض بالمراصد حتى في أبعد أماكن الرصد في غرب الكرة الأرضية فكيف يمكن أن يكون ظاهرا للعين المجردة في المملكة!".كما ذكر موقع "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" عن الدكتور صالح الصعب، المتخصص في الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، "أن الجو في المملكة كان مغبرا جدا"، في تلك الليلة وهو ما يحول دون رؤية الهلال.
انتهى الاقتباس!

طيب، قلنا صوموا لرؤيته ( هذا اذا كان موجود فعلاً ) لكن ان يأتي مجموعه من هواة تسلق ( السطوح ) وسط المدينة ويشهدون انهم شاهدوا الهلال تلك الليلة ويتم تصديقهم واجبارنا على الاخذ بشهادتهم ومخالفة جميع الدول الاسلامية ( او اغلبها ) التي لم تر الهلال فهذا غير مقبول..

لأن النتائج تكون بتفريق الامة الاسلامية الواحدة ، فعندما تثبت رؤية الهلال في البحرين التي تتعامل بنفس توقيتنا الزمني ونرفض العمل بها لأننا لم نر الهلال بام اعيننا فهذا يفرق بين الامة الاسلامية، ليس عذراً اننا لم نر الهلال فنخالف البقية لأن الاصل في الامة الاسلامية الوحدة ، والهلال واحد ، ومنطقياً _ اذا تجاوزنا واخذنا بكلامهم _ فأهل الحجاز يفترض ان لايصوموا لرؤية اهل نجد !!

اتمنى وقد بقي 12 يوم على رمضان ( اذا كان الشهر كامل !!) ان يتنازل اهل العصمة الكهنوتية ويأخذوا باقوال اهل العلم الحقيقي لمرة واحدة في حياتهم..

ورمضان كريم

ليست هناك تعليقات: