يقرر في البداية ان المجتمع يجب ان يتحقق له الامن بكل جوانبه ، فهناك الامن الاقتصادي والامن النفسي واهم انواع الامن هو الامن الفكري من الذين يجرون المجتمع الى فكر منحرف !!
كلام الخطيب جميل ولكن ان كان يقصد نفسه وحزبه الاسلامي ، فهو يتحدث في الخطبه عن التعليم والاعلام والمجتمع المسلم ، يهاجم فيها من يقول ان التعليم يجب ان يركز على التخصصات التي تفيد سوق العمل بالمملكة ، و ينتقد من يقول ان التخصصات الدينية مجرد حشو و لايفيد في نهضة البلاد!! ويؤكد ان الدولة الاسلامية لايمكن ان تزدهر اذا ابتعدت عن الله وقرآنه!
ويهاجم الاعلام، وينتقد ايضاً الفضائيات العربية اتي تعرض الاغاني واللهو الغير مفيد ، وينتقد حرية التعبير وكيف ان البعض ركب موجة التغريب ويريد تغريب المجتمع وابعاده عن قيمه وثوابته.
ثم يتهكم عليهم ( من هم ؟ لا اعلم ! ) ويقول انهم ان اخطأت امرأه متحجبه نادوا بخلع الحجاب ، وان سرق احدهم في مسجد طالبوا باغلاق المساجد!! ( مع انه العكس صحيح ، ان تعرضت امرأة تقود سيارتها في الغرب الى حادث مروري منعوا القيادة عندنا ، وان تعرضت موظفة الى التحرش في الشرق نادوا ب : وقرن في بيوتكن !! )
ثم يقرر ان الطريق الوحيد لفهم حقائق الكون و سلك طريق السعادة والفلاح هو طريق العلماء الربانيين العارفين لحدود الله الحريصين على المجتمع من الافكار الهدامة!
ثم يختم الخطبة بالدعاء على من يريد بالاسلام شراً و ان ينصر الاسلام والمسلمين على اليهود ومش عارف مين!
امممم ..
كما تفهم من الخطبة هو مهاجمة المدنية وحقوق الانسان و تطوير التعليم و الاعلام ، ويطالب بالرجوع الى الكهنة في تقرير المصير و تحديد الطريق الاجدر بسلوكه الى بر الامان النفسي والفكري .
هنا تفهم الحرص على صلاة الجمعة و التشنيع على من لا يحضرها ، انها باختصار كورس مكثف ومراجعة لما يتعلمه الناس طوال حياتهم من عبودية للكهنة وتسليم عقول البشر لهم لتحريكهم كالدمى لا حول لهم ولاقوة..
لسان حال هذا الخطيب هو " رمتني بداءها وانسلت ! " فالجميع يعلم علم اليقين ان الخطر هو من ارباب الفئة الضالة من علماء كهنة ، ومليشيات المطاوعة والخطب والمواعظ المؤدلجة ، كم من انسان تعرض الى اباحة وهدر دمه بسبب فتوى من كاهن معمم؟
كم من حقوق المرأة نقض بسبب فتوى من كاهن اعمى؟
كم من مشروع قتل وهوجم بسبب فتوى من كاهن غبي؟
كم من عوائل شتمت في اعراضها بسبب فتوى من كاهن احمق؟
كم من عمليات ارهابية وتفجير سببها فتاوى ودروس كهنة الاسلام ؟
تتذكرون كلامي عن الاندية النسائية في تدوينة سابقة؟ حسناً .. اليوم نشرت الوطن خبراً عن لوحة اعلانية " مجهولة " مساحتها 6 امتار مربعة ،تهاجم فيها الاندية النسائية و ان من فقدت حياءها فقدت ايمانها!!
الخبر باختصار:
.
علق مجهولون لافتة كبيرة تعارض إقامة أندية رياضية نسائية عنونوها بـ"لا للأندية النسائية" ولم تحمل اللافتة اسم الجهة المنظمة لها ولا أي أرقام أو عناوين تدل على هوية من قاموا بتعليقها.وشوهدت اللوحة الكبيرة تزيد مساحتها عن 6 أمتار مربعة معلقة على أسوار الممشى الجنوبي الذي يحيط بمدينة الملك فهد الطبية على طريق خريص وسط الرياض ويقصده هواة ممارسة رياضة المشي بشكل يومي في الفترة المسائية خاصة السيدات, واحتوت على صورة لكرة قدم مشطوبة بعلامة (إكس) وبجوارها عبارة "لا للأندية النسائية" وعنونت اللافتة باسم حملة "حياتي دثاري" و"الحملة الوطنية لمواجهة الأفكار الضالة والتيارات التغريبية"كما احتوت على الحديث النبوي, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحياء بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" وعبارات تقول أختي المسلمة: الحياء والإيمان قرنا جميعا إذا رفع أحدهما رفع الآخر, وأبيات شعرية تتحدث عن ذات المعنى
http://alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3151&id=102210&groupID=0
هكذا بسبب فتوى من احد الكهنة بأن من ترداد هذه الاندية هي " قليلة حياء " او معدومة حياء!! ، تحرك على اثرها مراهقي المخيمات الصيفية والمحاضرات الدعوية للاحتساب و النهي عن هذا المنكر ، و ضربوا بعرض الحائط كل قوانين الاعلان الرسمية ، فانتجوا لهم لوحة اعلانية كبيرة وتم نشرها في احد اشهر الشوارع بالرياض والتي ترداده النساء لممارسة رياضة المشي دون ان يعلم احد من الجهات الرسمية من هم او من يدعمهم!
الامر تطور كثيراً ، هؤلاء اصبحوا يمتلكون مطابع خاصة بهم ، وتنظيماً واسعاً لاختراق صفوف المجتمع ، وبث التفرقة بينهم ، ونشر الاشاعات التي تضرب صميم العلاقات الاجتماعية والانسانية ، انهم يمتلكون مواقع اخبارية اليكترونية شهيرة لنشر الاخبار عن المجتمع و بث الاشاعات فيه بما يخدم توجههم الشيطاني ، اليوم ايضاً يعلق احد الكتاب في جريدة الوطن تعقيباً على خبر في موقع اليكتروني ينتمي اليهم : ان كلمة واحدة تفسد مقال بأكمله يقولون في الخبر الاليكتروني : أصدر الدكتور طالب الحجيلي مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة 47 قرارا بنقل تأديبي بحق عدد من الممرضين و(الممرضات) والإداريين في مستشفى الملك عبدالعزيز بحي الزاهر. ويضيف الخبر هذه المعلومة، مدعياً أنها من "مصادره الخاصة"، وهي: (ضبط بعض المنقولين في قضايا أخلاقية)!..
ارأيتم !! ضبط بعض المنقولين في قضايا اخلاقية!! من هم ؟ الممرضات طبعاً !! لماذا ؟ لأنهن لم يمتثلوا للامر الرباني " وقرن في بيوتكن " !!
والان بعض الممرضات ارسلن للكاتب المأساة التي عشنها مع اهليهم و التهديد بالطلاق بسبب هذا الخبر!
ما اشبه الليلة بالبارحة ، قلنا لهم ان هذه الميليشيات لن تجدوها في المقاهي او اندية كمال الاجسام ، بل هي تعشعش و تتكاثر في المخيمات الصيفية و حلقات " العلم " ، هم نفس الاشخاص الذين هاجموا معرض الكتاب ، وهم نفس الاشخاص الذين احرقوا الخيمة الثقافية في الجوف ، وهم نفسهم الذين علقوا هذه اللوحة الاعلانية
خطبة الحرم بما انها تبث على الفضائيات، يجب ان تحتوي على موضوع يفيد الناس في حياتهم ، لاينبغي لها ان تؤدلج بهذه الطريقة البدائية ، لا ينبغي لها ان تحتوي على تقسيم للمجتمع وتخوين افراده ، ولكن كما قلت لكم ان هدف الخطبة هو السيطرة على عقول الناس لخدمة الحزب الاسلامي ، والا لوجدنا خطباء الجمعة وموضوعاتها تتحدث عن تطوير الافراد و صنع القرار ، ولوجدنا بدلاً عن الكهنة والوعاظ دكاترة في علم النفس والاجتماع يعتلون هذا المنبر ، لخدمة المساكين وتطوير حياتهم.
هذه مشكلة العالم الاسلامي ، الدين عندهم هو حزب يجب عليك الامتثال لما يقول لك الكاهن ، ومن خالف القوانين هو مارق عن الجماعة مخالف للسنة ، لذلك اغسلوا ايديكم من هذا الحزب ، وحرروا عقولكم من فتاوى الاعمى والاحمق، فلا يمكن ان تكون مسلم الا اذا امتثلت لاوامر الاعمى ، وتركته يتصرف في حياتك كما يحلو له! ولا يمكن ان تكون انسان محترم الا اذا تحررت من افكار الكاهن و غثاءه!