2008-09-12

ازمة اخلاق

كان لنا جار في صغري من سيرلانكا ، هذا الجار يعمل في مصنع للحلويات ، كان كل اسبوع يزورنا ومعه عينات من هذه الحلويات يعطينا اياها ويسلم على والدي ثم يذهب في حال سبيله..


مضت الايام ثم عرفت ان هذا الجار “ بوذي” ذهني الصغير لم يشغله البحث عن هذه الكلمة ومعناها ، فالحلويات تكفي لاعتباره صديق للعائلة وملاك طاهر.


انتقلنا للعيش في مدينة بعيدة ثم كبرت وتخرجت من الثانوية العامة ، وعدت الى حارتنا القديمة، ياسلام، بنت الجيران التي كنت اشد شعرها اصبحت فاتنة! وولد الجيران الذي كان يسبب لنا المشاكل اصبح يدرس في كلية الطب ، وجارنا البوذي لا يزال يعمل في مصنع الحلويات..


قابلته ، وكان يسأل عن والدي واحوالنا في المدينة الجديدة، تحدثنا طويلاً ثم بكل غباء فكرت ان ادعوه الى الاسلام!


قال لي: الاسلام يحرم الخمر والزنا والكذب ويدعو الى رعاية الجيران.. وانا لا اشرب الخمر ولا ازني واهتم بجيراني فلماذا اسلم؟


قال شيئا فيما معناه : مادمنا بخير معاً فلا حاجة الى شيء نعبده!


قلت لولد عمي : نرسل والدك له بما انه امام مسجد؟

قال: اتريده ان يزداد كفراً !!


مرت السنوات..


وعملت مع عمال من جنسيات مختلفة اغلبهم مسيحيون..


جميعهم ينقمون على الاسلام واهله!


بدأت بمحاورتهم عن سماحه الاسلام الى اخر الاسطوانه التي حفظناها..


قال لي رئيسي البريطاني: لا يوجد اكثر منكم نفاقاً .. تذهبون الى صلاة الظهر ولا تعودون الا قبل صلاة العصر، ثم تذهبون الى الصلاة مجدداً وتتركون اعمالكم المطلوبة منكم باسم الدين!

ثم انكم تمارسون الكذب بينكم والوعود المطاطة ، فجملة “ ساكون عندك بعد ٥ دقائق “ تعني ساكون عندك اليوم وليس غداً!!

حاولت ان افصل بين تعاليم الدين واخلاق الناس لكن لم استطع.. ليس منطقياً ان افصل!


قال لي صديقي الاسكتلندي: انتم المسلمون العيد عندكم يوم واحد ، وتأخذون اجازة ٣-٥ ايام ، وانا المسيحي اريد منكم يوم واحد كي احتفل بالكريسمس ولا تعطوني!! يا WAHABI !!


حاولت ان ادافع عن سماحة الاسلام و لكن!


ثم قابلت صديق اخر امريكي مسلم، قال لي تفاجأت بان حوادث السيارات عندكم اكبر من اي بلد في العالم مع ان الخمور ممنوعة!

ثم قال تواعدت مع زميل لي وقال دقيقة وسأكون عندك ، لم اعرف وقتها ان دقيقة عندكم تعني ساعتين انتظار عندنا في امريكا!


نهاية الفصل الاول.


بداية اعمال الفصل الثاني:


اطرح هنا سؤال مهم: اذا كان الدين “ يتمم مكارم الاخلاق” و يدعوا الى “ الوفاء بالعهود “ و “ احترام الوقت “ ، فلماذا نجد ان المسلمين في ذيل قائمة المنظومة الاخلاقية

؟

لماذا نجد العمال الغربيين هم اكثر الناس محافظةً على ساعات العمل، بينما المسلمين هم اكثر الناس “ زحلقة “؟

كي اكون واضح:


لماذا فشل الاسلام في تهذيب اخلاق المسلمين؟ هل نحتاج فعلاً الى دين كي يهذب اخلاقنا؟


اذهب الى اي مصلحة حكومية او وزارة وخاصةً وقت الصلاة ، تجد ان الموظفين يقفلون الباب في وجهك ويتوجهون الى الصلاة قبل ربع ساعة من اداءها ، ولا يعودون الا بعد ربع ساعة ، بل انك تجد الموظف المكلف بخدمتك ، يقف بالخارج يدخن سيجارته ،يحرق اعصابك ببروده مع اوراق لفافته..


احيانا اقول في نفسي سحقاً لك وسحقاً لصلاتك.


ثم انظر الى حوادث السيارات عندنا، للذين عاشوا في الغرب مستحيل ان يجد حادث انقلاب سيارة داخل المدينة، لماذا تنقلب سيارة اذا كان القائد ملتزم بالسرعة القانونية ؟ " احترام النظام"

في ساعة واحدة في مدينة الرياض، سمعت من ظابط مرور في اتصال مباشر مع قناة فضائية ، يشرح حالة السير في صباح يوم من الايام : ان غرفة العمليات سجلت ٦٠ حادث والحمد لله!!


٦٠ حادث في ساعة! 


كي لا يأتي شخص ويقول ان هؤلاء مقصرون دينياً ، اكثر شخص تجده اقصائي للغير هو الشخص المتدين ، يقيمك على اساس “ هل تسمع اغاني؟ هل تدخن ؟ هل تحافظ على الصلاة “ 

وفي حالات اكثر تطرفاً يقيمك “ هل انت سني ام شيعي”

وفي حالات متقدمة “ هل انت قبيلي ام خضيري ، حجازي ام نجدي؟”


تجد هذا الملتزم دينياً لا يتورع عن ايقاف سيارته وراء سيارتك ساداً عليك طريقك  ليلحق بكذا ركعة من الصلاة ، وايضاً يسد عليك مخرج سيارتك من بيتك لكي يصلي التراويح، ثم يتحدث عن سماحة الاسلام وغيره!


في المنظومة الدينية ، الاسلام حريص على اخلاق المجتمع و حقوق الجيران والابتعاد عن الرذيلة، ولكن لا اجد تفسير منطقي لاحترام الكفار والملاحدة للناس وللحياة ، بينما المسلمون يقرفون حياتك ويجعونها اشد كآبة وتعقيد؟

هذا قصور منهجي عنيف!


خاطرة قبل الختام:


ايعقل ان الاسلام نزل بالغلط علينا؟ هل تعتقدون انه لو انزل على بريطانيا او فرنسا سيكون للاسلام شأنا اخر؟


خاتمة:


وردة لك يا جاري البوذي!

ليست هناك تعليقات: