2009-05-17

مملكة الانسانية

فتاة العشرين عاماً تعيش في داخل (قفص) حديدي متنقل نتيجة مرض (نفسي) أصابها منذ الصغر ... صحيفة «الرياض» زارت المكان الصحراوي القريب من محافظة رماح ووجدت أن الأم وأبناءها يسكنون في الصحراء في الخيام وقد وضعت الأم ابنتها في «قفص» خوفاً من هربها وخطرها على إخوتها، هذه العائلة من أم وست بنات وولد وحيد متزوج ويعمل حارس أمن بمرتب لا يتجاوز ألفي ريال وله ابن، ليس لهم بعد الله سواه، أما الأم والتي تعيش في الصحراء متنقلة تجوب جنوب المملكة وشمالها، جاءت إلى الدهناء قبل شهرين بحثاً عن أماكن الربيع.

وتقول: إن ابنتي والبالغة من العمر ٢٠ سنة مريضة منذ صغرها ولها ملف في مستشفى وادي الدواسر والذين طلبوا منا الاعتناء بها والمراجعة كل عام وحيث إن الاعتناء بها يعتبر أمراً في غاية الصعوبة فقد فضلت أن أضع لها قفصاً على شكل شبك للمحافظة عليها وخوفاً من هربها أو إيذائها لأبناء بناتها الصغار الذين يسكنون معهم في الصحراء.


فتاة في العشرين تعيش في قفص حديدي وسط الصحراء ، بينما يعيش سماحة المفتي و عصابة الكهنة في قصور ونعيم و يطالبون بمزيد من الورع والتقشف.



اتخيل وضع هذه الفتاة والرمال الساخنة تلفحها بفعل العواصف الرملية عز الظهر ، والرعب الذي تشعر به لمنظر الحيات والافاعي حولها ، واليأس بسبب تمتع الابل والغنم والكلاب بحرية التنقل والرعي بينما هي تقبع في سجن حديدي منذ 20 سنة.

ومن يهتم اصلاً ؟!

هي بحسب القانون الديني ملك لأبيها ، يقتلها يحرقها يسجنها ، لا تنتظروا من المؤسسات الاجتماعية ان تلتفت اليها الا بطلب من والدها ، ولا تنتظروا من وزارة الشؤون الاجتماعية ان تنتبه الى ان هناك " رقم " في سجلاتها لم يرتاد المدارس النظامية ، و لا تنتظروا من جيرانها البدو ان يفزع لها احدهم ليقوم بتربيتها بدلاً عن والدها ، فهي حتى لو كانت مريضة نفسياً الا انها لا تزال تحمل وصف " عورة" و عار !

لن ينام الله بسعادة الا بعد ان تشاهد برنامجه المفضل دين ودنيا وتستمع الى نور على الدرب!

المجتمع كله مريض نفسياً ، مجتمع منشغل بعمل حجوزات لأفراده الى الجنة ، مساجد عملاقة في جميع الاحياء والشوارع ، مناهج دراسية دينية مكثفة جداً ، محاضرات وخطب و مطويات دينية توزع بالمجان ، مخيمات صيفية و حلقات تحفيظ قرآن و مسابقات ، قنوات دينية فضائية لكل المذاهب والتيارات الدينية في البلاد.

اكبر مسجد بالرياض يقع في طريقي من المنزل الى العمل لم ادخل طبعاً ولكنهم يقولون انه 4 طوابق + مغسلة اموات فخمة!

سباق محموم لضمان دخول الجنة ، الا ان كل هذا يخلوا تماماً من الانتاج ، لا تجد مؤسسات اجتماعية خيرية تساوي نسبة المساجد في البلاد او حتى تقترب من ربع هذه النسبة ، لا تجد هيئات حقوقية للدفاع عن افراد المجتمع المسكين ، ان وجدت جمعية خيرية تجد اعضاءها من ذوات الكروش الكبيرة واللحى المنفوشة ، واكثرهم قادم من بلاد عربية مجاورة تجعلك تحتار لماذا تركوا العمل الخيري في بلادهم واتوا الينا لخدمتنا ؟ اذا علمت ان نسبة الفقر ارتفعت في اكبر دولة نفطية فستعرف اين تذهب تلك الاموال وسبب انتفاخ تلك الكروش!


افراد من شعب مملكة الانسانية ودولة التوحيد التي ان ابتعدت عن منهج الله وفتوى الكهنة فلن يتحقق لها السعادة..

قبل فترة كتبت هنا عن احد الشيوخ المنتفخين ممن يفتخر بحرمان بناته من الدراسة ، مالذي حدث؟ لا احد تحرك اصلاً او اهتم لذلك ، لا الدولة ولا الشعب ولا الجمعيات الخيرية ، اننا ننتج اولاد وبنات شواذ عن المجتمع ، مرضى نفسيين واكثرهم عاهات على الحضارة والبلد. لا الاب يفهم حقوق ابناءه لأنه لايجدها في الاسلام الا حسن التسمية والتربية ( ضرب و قسوة ) واختيار امه ( ولود ودود ) التي يفخر ابنها بها لاحقاً ، ولا الابناء يفهمون ويطالبون بحقوقهم ولا الدولة تريد ان تتدخل بينهم !



نحن في هذا البلد العجيب وافقنا على اتفاقيات دولية لا نعرف اصلاً لماذا وقعنا عليها ، وقعنا على اتفاقية حقوق الانسان و تم سحق الانسان وحقوقه ، وقعنا على اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية وكنا نظن انها نوع من انواع الالعاب النارية ، وقعنا على اتفاقية الانظمام الى منظمة التجارة العالمية ، ففوجئنا بأن احكام البيع والمضاربة والتورق الاسلامي هو لعب عيال و قوانين السعودية القضائية غير معترف به اصلاً حول العالم وتعتبر احاجي والغاز!!

تستطيع ان توافق ولكن من الصعب ان تلتزم وخاصة اذا كنت توافق على اشياء غير موجودة في تركيبتك الوراثية او جيناتك او حتى في مناهجك الدراسية التي تحرض على القتل وسفك الدماء والسبي والتعدد!


اعرف ان هناك اخيراً من سيتحرك اخيراً لمساعدة هذه الفتاة ، ولكن صدقوني في ضل غياب العمل المنهجي المنظم ، وفي غياب المؤسسات القانونية وثقافة حقوق الانسان وحريته وكرامته بعيداً عن خرافات الدين والعادات الهمجية ، سيستغل احد الاطراف حالة هذه الفتاة ليحقق نصراً له ولحزبه ، حزب الجوهرة المصونة او حزب حقوق المرأة لا فرق الان بينهما ، الا ان الاول تسبب في عاهات مستديمة للشعب والثاني انشغل بالشكليات، وسيستغل الاول هذا الظرف ليرمي بالكرة في ملعب الاخير ويقول : انشغلتم بقيادة المرأة وتركتم الاهم!!
ويرمي الاخر الكرة في ملعب الاول : دفنتم نصف المجتمع في الرمال حتى انتشرت العلل والامراض النفسية!
وفي النهاية تضيع القضية مثلما ضاعت اخواتها ، وتظهر قضايا اخرى ، وتستغل الاحزاب الفرصة لكسب ثقة ناخبيها!
و يا بلادي واصلي!. الله معاكي!

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

غير معقول..اين الأنسانيه؟ أهؤلاء الذين يذمون بلاد الغرب كل يوم؟

Angel يقول...

صدقني لا يعرفون من الانسانية الا التناسل ، غير هذا يحتاجون الى صفوف محو امية خاصة بالمشاعر!

تحياتي

Pure يقول...

بدون زعل

من النادر تلاقي شخص متربي في السعودية ويكون "صاحي" 100%
فما بالك لو كان يعاني من مشاكل نفسية


طبعًا الكلام هذا لكل من لم يتحرر من الوهم

MotaSaél يقول...

:(
هذي عائلة جاهلة ، و هذا مثال على بعض التصرفات اللا انسانية للمجتمع الطاهر !!

:: اكثر من جذي ما أقدر اتكلم ، هذي ضحية و لازم ما ينسكت على موضعها لازم توضع في دار رعاية ! ::

Angel يقول...

صدقوني لو هي " ناقة " لتقاتل عليها الشعراء بقصائد الحزن على حبسها.

لكنها انثى سعودية وكفى!

فتاة في القرن الحادي والعشرين و لاتزال تجوب الصحراء في خدمة قطيع من الغنم او الابل بحثى لهم عن مرعى!

sawsanah يقول...

مأساة في بلد النفط الغني


أين عائدات النفط والحج؟


قبل أن يبنوا مدارس لتحفيظ القرآن في أفريقيا وغيرها عليهم ان يحفظوا إنسانية مواطنيهم ومواطناتهم


ألم يدوشونا بكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؟؟