رسالة الى جون

يقول " جون " : هناك من لا يستحق نعمة الاولاد يا "انجل " لقد شاهدت لديكم اطفال بترت اطرافهم بسبب اهمال والدهم لهم اثناء قيادة السيارة.. نظرت اليه بصمت ، فاردف وعينه تلمع بالدمع : لو كانوا في بريطانيا لتم حرمانهم من الاطفال مدى الحياة!
ايه يا " جون " ، هل تظن ان سلامة الاطفال في السيارة من اولوياتنا في الحياة؟ نحن حتى كلمة السلامة لم يشملها قاموسنا الناطق الا في دعاء بالسلامة من النار في الاخرة!

الم تسمع بالحديث ( لا يقتل والد بولده ) ؟

يا " جون " بعد اربع سنوات من حديثنا عن الاطفال ، وانت كنت ستفقد صوابك عندما كنت ترى بعينيك اب يقود سيارته في شوارع الرياض عاصمة اكبر دولة في نسبة حوادث السيارات في العالم واضعاً طفله الصغير في حضنه، كنت ترى ان هذا العمل يعد جريمة اكبر من جريمة شخص يتعاطى المخدرات، فماذا سيكون ردة فعلك لو شهدت قصة الطفلة " شرعاء" التي قتلها والدها ضرباً ؟



" شرعاء" كانت تجلس في المدرسة وترفض الخروج عندما يأتي جلادها لأخذها الى البيت ، و ذلك اليوم بالذات كانت تصرخ وترفض الخروج مع والدها ، كأنها كانت تعرف ان حضها من الحياة طفلة مقتولة ، كانت تعرف ان والدتها وبعد ان خاطبت الشرطة في تسعة خطابات كانت الشرطة ترفض حتى التحقيق ووجع الرأس في قضية طفلة يضربها والدها ، ان هذا من الترف الزائد يا " جون " كما ترى، والان اطلب منك يا صديقي العزيز ان تصلي للمسيح طالباً الرحمة لطفلة ضربها والدها حتى الموت ، ولا تنسى الطفلة " غصون".

ماذا عن الطفلة " غصون " ؟ اب و زوجته الثانية ، قررا تعذيب هذه الطفلة حتى الموت بسبب شك الاب بنسب ابنته من زوجته الاولى، فقرر مع عروسته الجديدة ربط الطفلة بسلاسل واطفاء النور و ضرب وتشويه ابنته وحبسها حتى الموت انتقاماً لشرفه الرفيع ، ولو كان ذا عقل لذهب وعمل تحليل DNA ليثبت او ينفي شكه ، لكنك كما تعلمت من معايشتنا ان هذا الاب قد يراه احد معارفه وتشوه سمعته، فلتذهب ابنته وليبقى شرفه الرفيع ، و كما اثبت التقرير الشرعي وفاة " غصون " بسبب التعذيب اثبت كذلك انها ابنته ولا اعتقد ان هذا سيعيدها الى الحياة.

ماذا عن " اريج" ؟ سأروي لك فاستمع لما يروى ، "غصون" و"اريج" تم تعذيبهما قبل قضية شرعاء بعام كامل ، ولكن قضيتهما لم تثار الا بعد مقتل" شرعاء" ، وكأن "شرعاء" فتحت بموتها قضايا تم التكتم عليها .

" اريج" قضيتها لا تختلف عن قضية اخواتها ، اب يعذب ابنته حتى الموت بمساعدة زوجته الثانية ، فالقاضي ابتداءً امر بحق الزوج في الحضانة يا " جون " وانت الذي قد اخبرتني في موضوعنا قبل سنوات بضرورة ان تكون الحضانة في يد الام لأنها تعرف ابنتها اكثر من الاب، لكني سخرت منك وقتها و انك لاتفهم اكثر من المشرع الديني . حقيقةً انك كنت على حق ، فالاب قد اخبر ابنته بأن تودع امها لأنها لن تراها ثانيةً ، و كما تروي امها فقد اخبرتها ابنتها بنية والدها في قتلها ، لكن لم تكن تعرف ان والدها سيحرقها بالنار في اماكن حساسة كما يروي التقرير الطبي الشرعي اضافةً الى الكسور في اضلاعها الصغيرة.

ادع المسيح ليرحمها مع اخواتها القتيلات..

قبل اربع سنوات يا " جون " وانت تحدثني عن ابنك البالغ من العمر 19 سنة ، وكيف انك تصحبه الى البار رغم انه خجول ، وكيف انك اعطيته نصيحة قيمة : انظر بعينك الى الكأس والعين الاخرى الى الفتيات! كنت تريد من ابنك ان يخرج من عالم الخجل ليبدأ حياته الفعلية ، وكيف انك فخور بابنتك التي تسافر لوحدها الان الى قارة اخرى لتتعلم في جامعات اجنبية وتعتمد على نفسها. كأنك تقول لي ان دور الاب هو التأسيس والمتابعة، ثم عليهم الابناء ان يتركوا العش يوماً ما ليكتشفوا الحياة بكل مافيها من تعقيد وجمال و سحر ، لأنهم ان لم ينجحوا في الاعتماد على انفسهم واتخاذ قراراتهم ، فسيكون ابناءك ضحية للحياة.

نحن ايضاً نهتم بابنائنا و نحبهم ، ومن الحب ماقتل !

انظر الصورة و استمع للشرح:

هذا رعاك الرب ليس طفلاً مصاباً بالجدري ، انما طفلاً تم كيه بالنار حتى شارف على الموت لولا ان تذكر والداه ان هناك اختراعاً اسمه المستشفى و اكتشافاً اسمه الطب!

لأن الشعب لدينا يؤمن بالطب الشعبي من كي وحرق و قطع وحجامة وشرب بول الحيوانات لأنه يعتقد ان الله لايمانع في هذا ، ومن باب مخالفة اليهود والنصارى والاعتماد على الاحاديث والفتاوى والشعوذه ، قرر الوالدان حرق طفلهما بالنار لعله يتشافى من الكحة وقلة الرضاعة بسبب علة بالرئة ، فالمستشفى كالعادة لايفهم قدر ماتفهم " ام صفوق" في الطب!

" ام صفوق " قررت كي الطفل 55 لسعة بسيخ محمي بالنار ، حتى اصيب بالعمى وشارف على الموت ب 100 ريال فقط! هنيئاً للوطن بالطبيبة " ام صفوق " وهنيئاً لوالدي الطفل بابنهم الاعمى ، على الاقل هو اكثر حظاً من الطفلة " شادن" :

"شادن" حفظ الرب لك اولادك تبلغ من العمر عامين ، قتلتها والدتها وابوها يراقب المشهد في حيرة! تقول والدتها في التحقيق: انها كانت ترى ابنتها في صورة وحش ، وقامت باخذ شريط قرآن ومسجل كخلفية لمشهد مرعب يمارس فيه حرق الطفلة بواسطة اسياخ من حديد باسم اخراج الجن من جسدها وضربها على جسدها الصغير حتى الموت!. الام عمرها 25 سنة وغير متعلمة ، والاب يقول ان زوجته اخبرته بأن اخر العلاج الكي كما يقول نبي الرحمة ، ولذلك وافق على الروشته !

ارأيت يا " جون " ، لا يوجد هناك حب اكبر من حب الشعب السعودي للاطفال ، وكما تعرف ان اكثر المحبين لا يعرفون كيف يصارحون حبايبهم ويعبرون عن حبهم فلا تلومهم!
الطفل لدينا يا " جون" ان عاش فهو سيقضي بقية عمره في الحقد على اطفالك انت ، لربما كان سوء حظ هو الذي القانا للعيش في صحراء جافة ، لكن لا اعرف لماذا يدفع الاطفال ثمن هذا الجفاف؟

كما اخبرتك بالقاعدة الشرعية ( لايقتل والد بولده ) اريد ان اخبرك عن الحياة داخل الاسرة ، ففكرة ان يتزوج احدهم تعني التكاثر والتكاثر اللامحدود ! فالشرع اصلاً يتحدث عن الزوجة على اساس انها مكينة تفريخ ، تعمل من اجل تكاثر اعداد هذه الامة ، لأن نبينا يريد التفاخر بالكم لا بالكيف يوم القيامة، فليس مهماً ان يكون من امته من سافر الى كوكب اخر وليس مهماً ان يكون من امته من يطور وقوداً نووياً نظيفاً لا يضر بالبيئة، اهم شيء كثرة العدد .. كالخنافس!


هذه صوره سؤال ورد لطلاب مدرسة ابتدائية في مادة الجغرافيا:

وانت يا " جون " وقد شارفت الثانية والخمسين من العمر ولديك ولد و بنت احسنت تربيتهما ولا اشك بأن احدهما في يوماً ما سيقود بريطانيا او سيمثلها في احد المحافل الدولية ، بينما لدينا الرجل لديه على الاقل سبعة ابناء وقد رأيت بعيني من لديه 25 ولداً ، يمارسون التفحيط في الشوارع و البلطجة!

كانت نصيحتك لي يوم زواجي ان اترك التفكير بالابناء الان ، واكتشف الحياة مع زوجتي ونفهم كل منا الاخر ، كي لا تنتهي حياتنا عند اول عاصفة ويدفع الاطفال الثمن ، كم انت حكيم يا " جون " فكما تروي الاخبار عن نسبة الطلاق في السعودية وصلت 60% وانت تفكر بالاطفال ومستقبلهم!

الان صلي للمسيح كي يرحم اطفالنا ويسعد اطفالكم، ولينتشلنا من نار الدنيا نسأله السلامه منها.

Angel